ها قد مضى يومان وهي هائمةٌ على وجهها في هذه الصحراء الخاوية. لم تمرّ مُزْنَةٌ واحدة، ولم تقابل أيّ مخلوقٍ كان. لكنّها، رغم ما يعتمر في داخلها من يأسٍ تأبى إلاّ أن تتابع السير عساها تصل إلى وَهْدَةٍ ما. رَمَتْ عن كاهلها كلّ أحمالها، واحتفظت بوشاحها المُفوَّف وبزجاجةٍ مليئةٍ بالماء.
لم ترغب في أن تشرب من ذاك الماء قطّ رغم أنّه غيرُ آجِن. اعتلت الشمس كبد السماء، وحرارة جسدها، الذي لم يعرف الشَّبَمَ منذ أيّام، تنفجر عرقاً. سجَحَ المشي المتواصل جلد قدمَيها، وجاحها العطش.
جلستْ، بعدما أعياها التعب، قرب ما يكاد يكون أُرْفَةً. فتحت الزجاجة، وأمعنَتْ النظر في ما تحتويه من ماء. غامرها شعورٌ بالحاجة إلى التحدّث إلى ذاك الماء.
أعرفُ أنّكَ يا صديقي تندهش لامتناعي عن الشرب منك رغم حاجتي الشديدة إلى ذلك، ولكنّي آمل أن تتفهّم ما أمرّ به. كنتُ طوال حياتي أحيا كأميرة تحصل على ما تريد، وهذه الواحة تشغل كلّ تفكيري الآن. أريد الوصول إليها مهما كلّفني الأمر. قد تتّهمني بتعقيف الحقائق، وربّما هي فهّةٌ أن أسير خلف سرابٍ يحترف التناؤش، كلّما أُزْلِفُهُ ينأى، ولكن، حسبي أنّك تدرك أنّي عقيرةٌ هنا، فهذا الحيْسُ بين الذحول والحبّ والتوق الجموم لإرضاء نرجسيّتي طرد الفهاه من عيشي وسجمَ دمعي، ليصيّرني في النهاية إلى شخصٍ إدٍّ يحمل من الإحنة والعَنَت الكثير.
لقد أزف الرحيل. سأتركك الآن هنا، لأتابع سيري وحيدةً، وحالما أصل مبتغاي، سأعود إليك. لقد قضيت أيّامي الأخيرة باكيةً، وأنت تعلم أنّي لم أبكِ منذ خمسة شهور. لا بدّ أن أصل إلى تلك الواحة، وإلاّ لن أجد راحةً في أيّ شيءٍ أفعله. لا تحزن، حتّى إن حصل لي مكروه ما، ولكن، انتظرني، سأعود..
إلى من اجتاحت حياتي كالمَدّ، وانسحبت منها كالجَزْر مخلّفةً وراءها حطامي.
لم ترغب في أن تشرب من ذاك الماء قطّ رغم أنّه غيرُ آجِن. اعتلت الشمس كبد السماء، وحرارة جسدها، الذي لم يعرف الشَّبَمَ منذ أيّام، تنفجر عرقاً. سجَحَ المشي المتواصل جلد قدمَيها، وجاحها العطش.
جلستْ، بعدما أعياها التعب، قرب ما يكاد يكون أُرْفَةً. فتحت الزجاجة، وأمعنَتْ النظر في ما تحتويه من ماء. غامرها شعورٌ بالحاجة إلى التحدّث إلى ذاك الماء.
أعرفُ أنّكَ يا صديقي تندهش لامتناعي عن الشرب منك رغم حاجتي الشديدة إلى ذلك، ولكنّي آمل أن تتفهّم ما أمرّ به. كنتُ طوال حياتي أحيا كأميرة تحصل على ما تريد، وهذه الواحة تشغل كلّ تفكيري الآن. أريد الوصول إليها مهما كلّفني الأمر. قد تتّهمني بتعقيف الحقائق، وربّما هي فهّةٌ أن أسير خلف سرابٍ يحترف التناؤش، كلّما أُزْلِفُهُ ينأى، ولكن، حسبي أنّك تدرك أنّي عقيرةٌ هنا، فهذا الحيْسُ بين الذحول والحبّ والتوق الجموم لإرضاء نرجسيّتي طرد الفهاه من عيشي وسجمَ دمعي، ليصيّرني في النهاية إلى شخصٍ إدٍّ يحمل من الإحنة والعَنَت الكثير.
لقد أزف الرحيل. سأتركك الآن هنا، لأتابع سيري وحيدةً، وحالما أصل مبتغاي، سأعود إليك. لقد قضيت أيّامي الأخيرة باكيةً، وأنت تعلم أنّي لم أبكِ منذ خمسة شهور. لا بدّ أن أصل إلى تلك الواحة، وإلاّ لن أجد راحةً في أيّ شيءٍ أفعله. لا تحزن، حتّى إن حصل لي مكروه ما، ولكن، انتظرني، سأعود..
إلى من اجتاحت حياتي كالمَدّ، وانسحبت منها كالجَزْر مخلّفةً وراءها حطامي.
الأحد يونيو 09, 2013 12:48 am من طرف علي صدور
» هرمون الحب" يبعد الخجل
الخميس يناير 10, 2013 3:21 am من طرف د/عبدالله الناصر
» مبروك فتح المنتدى من جديد
الأربعاء يناير 09, 2013 5:22 am من طرف عبدوعمار عربية
» ترحيب بسلسلة ضخمة من الأعضاء الجدد بالإسم.
الخميس ديسمبر 22, 2011 1:34 am من طرف عبدوعمار عربية
» هل تقبلوني
الأربعاء ديسمبر 21, 2011 11:52 pm من طرف عبدوعمار عربية
» [مكتبة] كتب PDF للقراءة والتحميل ( متجدده )
الأربعاء ديسمبر 21, 2011 11:33 pm من طرف عبدوعمار عربية
» نجيل صناعى
الخميس ديسمبر 08, 2011 10:31 pm من طرف floramarket
» كلمات منسيه
الثلاثاء نوفمبر 29, 2011 6:08 pm من طرف الحالم
» الى احمد محمد عربيه
الثلاثاء نوفمبر 29, 2011 5:33 pm من طرف الحالم
» إلى صفحة النسيان
الثلاثاء نوفمبر 29, 2011 4:43 pm من طرف الحالم