تلعادة عبر التاريخ ..اديرأميانوس | برج السبع ( دير أو سيبونا ),تقع في أقصى شمال المحافظة وهي آخر قرية تتبع محافظة ادلب من ناحية جبل سمعان . وتبعد عن ادلب حوالي ( 43 ) كم . وشمال الدانا وتبعد عنها ( 7 ) كم .... تسميتها : يرى الأب أرملة أنها من الآرامية ( تل أعدي ) وتعني تل النجاة . تلّعدا معناها تل العدو أو الركض ، لأن القرية مبنية على رابية صخرية شديدة الانحدار تنتهي بسهل الدانا . ويرى أهلها أن تسميتها جاءت لوقوعها على تل كبير . وبجوارها دير يسمى باسمها أي (دير تلعادة). كان للتنسك والرهبنة ، والمصادر السريانية تدعوه بـ (الدير الكبير ) ويعتقد أنه أبٌللأديرة في المنطقة وأقدمها على الإطلاق (دير حشيان ، دير قصر البنات ، دير رمانين أي سابان وعمان ، وحتى دير سمعان ) صاحب الشهرة العظيمة التابع لمحافظة حلب حاليا ولا يبعدان عن بعضهما سوى(20كم)
تاريخها :
قرية بنيت بموقع قرية قديمة دورها مبنية بأحجار الآثار القديمة فيها . وكان فيها كنيسة شبيهة بكنيسة الدانا ، ترقى إلى نهاية القرن الخامس لها باب واحد في واجهتها الغربية، طرفاها الشرقي والغربي محفوظان جيداً ، وهي من قلاع القرون الوسطى لم يبق إلاّ أقسام من السور وباب ضخم كان محاطاً ببرجين متعددي الزوايا. ويوجد فيها قبور إسلامية بشواهد كتاباتها العربية غير منقطة، ترقى إلى فتوح التحرير الإسلامي.
واقعها :
قرية كبيرة تتبع ناحية الدانا منطقة حارم . يبلغ مساحة ربضها (1850) هيكتاراً . وبلغ عدد سكانها نهاية عام 2000 (5721) نسمة . وفيها مسجد، ومدرستان ابتدائيتان عدد تلاميذهما ( 839 ) تلميذاً وتلميذة . ومدرسة إعدادية عدد طلابها ( 71 ) طالبا وطالبة . يعمل أهلها بالزراعة ، وأهم مزروعاتها كروم التين والعنب والزيتون في المناطق الوعرة ، والحبوب في المناطق السهلية . وفيها من المرافق الخدمية الكهرباء والهاتف
الآثار القريبةمنها :
1 – دير أميانوس( أو دير تلعادة – تلعدا الكبير ) :
يقع شمال قريةيقع شمال قرية تلعادة ، ويبعد عنها 1500م ، وبقرب برج السبع ( الدير الصغير ) وعلى شماله على بعد مئات الأمتار،
وفي السفح الجنوبي لجبل الشيخ بركات ويشرف على سهل دانا . إنه من أهم مراكز الحياة التوحّديّة السورية الإنطاكية ،
وكانت تلعدا في العهد البيزنطي مهد الرهبانيات في سورية الشمالية، من بعد دير جنديرس. والراهب أميانوس – أو العمّاوي،
نسبة إلى قرية عِمّا – عِمّ = ( عين ماء ) التي تقع خلف باب الهوى، وتدعى اليوم ( يني شهير أو البركة ) ، وهي قرية كبيرة كثيفة السكان.
أنشئ في أواسط القرن الرابع دير في تلعدا الواقعة إلى جانب سفح رابية عالية من جبل شيخ بركات.
ويعد أميانوس أول راهب عرفه التاريخ من دير هذه القرية . وقد أخذ عن تلاميذ مار أفرام في مدينة الرها – أورفا أساليب الحياة الرهبانية،
أمّ مغاور جبل الشيخ بركات في تلعدا، فقصدته جماهير من الشبان والرجال ليعتنقوا الحياة الرهبانية .
تاريخ الدير :
تشعبت مناسك كثيرة من هذا الدير ، كما يقول ثيودوريطس . وهناك كثيرون تخرجوا على يد أوسابيوس الإلهي ،
فأرسلهم بصفة مدربين إلى مناسك أخرى فملئ هذا الجبل المقدس كلّه بحدائق إلهية عطرة .
وإذا تطلعنا نحو الغرب والجنوب رأينا فروع هذه الفلسفة منثورة كالنجوم حول القمر ، تشيد بتسبيح الخالق، بعضها باليونانية وبعضها الآخر باللغة الدارجة في المنطقة .
كان أوسابيس ابن أخت ماريانوس ناسكاً فلعب دوراً هاماً في التطورات اللاحقة ،
واشتهر كثيراً حوالي عام (360م) فدعاه اميانيوس ليدير جماعته في تلعدا ، وتجاوزت شهرته حدود إنطاكية فجذب النساك من المناطق المجاورة ،
وفضّل يعقوب وأغريبا ، تلميذا يوليا نوس سابا الشهير في الرهاوية ، العيش كراهبين عاديين تحت إدارة أوسابيوس حوالي عام (367م) .
وجاء أيضاً ماروساس رئيس دير نخلة عام (400م) ، ولحق به تلميذه عباس . وأسس أوسابيوس عدة جماعات رهبانية ،
يونانية وسريانية ، على جبل الشيخ بركات وسمعان . وفي الجوار بنى تلميذاه أوسيبونا وأبيبون عام (370م) ديراً لعله دير برج السبع ، بقرب دير تلعدا وغربية .
وإلى هنا جاء من كيليكيا القديس سمعان العمودي عام (402م) ليقضي السنوات العشر الأولى من حياته النسكية . ولمّا مات أوسابيوس عام (406م) خلفه الراهب أغريبا من الرهاوية .
هذا وقد أقام تيودور يطس ، الراهب في دير نيقرتا بقرب أفاميا ، في الديرين . مرة أولى قبل سيامته الأسقفية عام (423م) ، ولاحقاً كأسقف قورش . وفي تلك الأثناء خلف داود أغريبا .
فساس رهبانه وقد بلغ عددهم 150 راهباً . وكان لهم مصلى مشترك يقوم بخدمته كاهن ، مما يعني أنهم كانوا يعيشون نساكاً متوحدين في الضواحي .
وكان لدير تلعدا فروع عديدة قد أنشأها أوسابيس وتلاميذه . وكانت جماعة أوسيبونا وابيبون مؤلفة من 80 راهباً
عندما زارها تيودوريطس في عهد خلفهما هيلودوروس. هذا وقد ازدهرت المنطقة وتثبتت الحياة التوحّديّة .
ولما تناول تنظيم الحياة التوحيدية تجديد بناء كل الأديرة الموجودة ، أنشئت أديرة جديدة في نهاية القرن الخامس وأوائل القرن السادس ، فنالت قسطاً من الازدهار بانتشار المونوفيزية .
انحاز رهبان الدير إلى المونوفيزية ، كمعظم رهبان أديرة المنطقة . وقد ازدهر الدير ازدهاراً عظيماً . وحوالي عام (500م) أرسل فيلوسينوس مطران منبج المونوفيزي إلى رهبان تلعدا رسالة لاهوتية .
وأخذ يحتل مكانة مرموقة ، فكان بين عام ( 567 – 569م ) يذكر ، بعد دير بتابو ، في طليعة الأديرة في المراسلات بين مونوفيزيي القسطنطينية
ومونوفيزيي الشرق حول قضية ( تثليث الآلهة )، ثم في طليعة الأديرة السورية . وبنى سمعان بن باستوس ، رئيس الدير برجاً في برج سبع عام (572م) تحت حكم يوستينوس الثاني .
ثم أضاف إليه الراهب يوحنان عام (601م) مدخلاً مسقوفا لسور تلعدا . وتخرج في دير أوسيبونا البطريرك السرياني المونوفيزي يوحنا الأول عام ( 631 – 648م ) وانتقل مار يعقوب الرهاوي ،
وهو من كبار العلماء السريان ( 633 – 708م ) من دير أوسيبونا ، حيث علم اليونانية مدة 11سنة ، إلى دير تلعدا ومعه 7 تلاميذ له ، فأقام فيه تسع سنوات مكباً على تصحيح ترجمة العهد القديم ،
ولما توفي دفن فيه ، ودرس فيه بنيامين مطران الرها عام ( 843 م) وقيل عام (837م) . وشيّد من جديد متّى بن اسحق ، رئيس الدير عام (858م) دير برج السبع ،
وجدّد باب سور دير تلعدا عام (907م) ، ثم بنى البطريرك يوحنّا الخامس برجاً ثانياً عام (941م) ، وعاش في مار إبراهيم عمودي تلعدا ، في أواسط القرن العاشر ،
وقد عرف هذا الدير بالدير الكبير، لمدة 600سنة . وصار موطناً للعلم وعلا شأنه في العقد الأخير من القرن السابع بفضل مار يعقوب الرهاوي .
وظلّ الدير عامراً آهلاً حتى أواخر القرن العاشر. ولأهمية هذا الدير الكبير سجل لنا التاريخ أسماء أربعة بطاركة سريان أرثوذكس تسلموا فيه عكاز البطريركية خلال القرن العاشر ،
هم : يوحنا الخامس عام ( 936م ) ، يوحنا السادس عام ( 954م ) ، ديونيسيوس الثالث عام(958م)، إبراهيم الأول عام (962م ).
ولعب الدير الدور الأول الذي كان يلعبه دير برصوما بين عام (962-963م). وظل مقراً للبطاركة السريان مدة من الزمن ، مع أنهم كانوا يحملون لقب بطريرك إنطاكية ،
ذلك لأنهم كانوا يبتعدون عن مدينة إنطاكية مؤثرين خلوة الأرياف ومفضلين العيش في القرى بين رعاياهم.
ونشير إلى أن الكتابة السريانية المؤرخة عام ( 941 م) هي الأخيرة المعروفة وشاهد لمبنى كنسي في المنطقة.
كما أن إبراهيم الأول هو آخر بطريرك رُسِّم في دير تلعدا. وقد أمضى الرهبان 300سنة تحت حماية المسلمين.
وعندما عبرت جيوش الروم المنتصرة بقيادة نيقفور فوكاس، سهل دانا في طريقها إلى إنطاكية ، واحتلت سورية الشمالية برمتها عام (968م) ،
وإنطاكية عام (969م) . وبعد المعاهدة مع الدولة الحمدانية عام (970م) دخل قسم من المنطقة في ولاية إنطاكية البيزنطية فأصبح جبل سمعان لمدة 200عام منطقة حدودية ساخنة كثرت فيها القلاع ،
وقد تحول دير تلعدا إلى حصن تنازعته الجيوش البيزنطية فالفرنجة فالعربية الإسلامية.
ومع الزمن وبسبب الأحوال السياسية المتردية وانعدام الأمان لم يعد للجماعة المونوفيزية في الدير أي تأثير ديني . وبعودة الروم البيزنطينيين منتصرين ومحتلين ومحيين الإيمان الأرثوذكسي ، لم يجدوا مبرراً لمراعاة المونوفيزية السورية التي ظلت مناوئة لهم .
وكان لإنشاء دير يوناني محصن في قلعة سمعان ، الواقع على بضع كيلو مترات شمالي تلعدا ، أري على التخوم عينها بين بيزنطة والإسلام ،
أبعاد ذات مدلول عميق من النواحي الدينية والعسكرية للسياسة البيزنطية . هذا وقد اضطر المونوفيزيون السريان تجنباً للاضطهادات والمضايقات ، أن ينقلوا كرسي بطريركيهم عام (1030م)
إلى ديار بكر الواقعة تحت النفوذ الإسلامي ، وخارج الإمبراطورية البيزنطية علماً أن أكثرية السكان الساحقة كانت مسيحية في سهول عفرين والعاصي والعمق ، بينما أصبحت سهول حلب وقنسرين مسلمة .
وباحتلال الصليبيين تلعدا عام ( 1100 – 1104م ) هُجر الدير. تجدر الإشارة إلى أن التقلبات التي حصلت في القرن الثاني عشر والسيادات المتناحرة على سهل دانا ،
حيث أصبح ساحة للمعارك الدامية ومعبراً للجيوش الغازية في عقدة مواصلات للطريقين الرئيسيين : إنطاكية – خلقيس – حلب ) من الغرب إلى الشرق، وأفاميا – قورش من الجنوب إلى الشمال .
فبعد طرد الفرنجة على مراحل ما بين عام (1115-1164م) غدت تلعدا مأهولة إسلامياً .
ودحر إيليغازي أمير حلب جيش الفرنجة فدمره في سهل دانا عام (1119م) ، ولكن أعيد احتلاله من قبل الفرنجة ،
وأبرمت معاهدة في هذا السهل عام (1120م) بين الفرنجة وإيليغازي ، حيث استقر فيه جيش الفرنجة لمراقبة الجيش العربي المسلم. وفي أعقاب خسائر فرنجية متعاقبة في المنطقة
عام (1145-1147 –1149-1164 م) آلت السيادة مجددا في المنطقة الى العرب المسلمين.
هذا وقد سرع احتلال الروم والصليبيين في نهاية المسيحية السورية . وكان دير تلعدا ودير برج السبع المركزين الكبيرين الأخيرين الذين انطفأ سراجهما في المنطقة.
وبعد الاحتلال البيزنطي عام (970م) والصليبي عام (1100م) افتقرت هذه البقعة واندثرت فيها آخر العناصر المسيحية. احتوى الدير قديما على 150 راهبا وخزانة كتب شهيرة
بالإضافة إلى 80 راهبا كانوا يعيشون في دير برج السبع ( دير أوسيبونا ) على بعد 4كم من دير تلعدا بشهادة المؤرخ ابن إنطاكية تيودور يطس اسقف قورش الذي زار الدير عام (425م).
يتألف الدير الكبير من جناحين متوازيين يمتدان باتجاه شمال – جنوب ، تتوسطهما باحة كبيرة ، وفي كل جناح غرفتان واسعتان ، الواحدة فوق الأخرى . وتبلغ أطوال الغرفة (17*9.5م) ويحيط بالجناح رواق مسقوف يلف الدير من كل جوانبه .
أحجار بناء الدير ضخمة . أما الباحة الكبيرة فهي عبارة عن رواق ، بين الجناحين ، مبلط ، ينتهي بمقبرة محفورة في الصخر هي قاعة كبيرة سقفها مؤلف من بلاط الممشى الممتد بين جناحي الدير .
ويحمل البلاط الضخم 3قناطر . وبين القناطر 6أجران محفورة في الجدران. وعليها غطاء حجري ، وهذه الأجران هي قبور الرهبان .
ويشاهد الزائر على جدار الجناح الشرقي صليباً كبيراً نقش على باب الدير الحجري .
وحول الدير 4آبار محفورة في الصخر وخزان للمياه مسقوف . وفي زاوية الجناح الغربي برج عال ( 4.60*3.80م) لسكن النساك شيده البطريرك يوحنا الخامس عام (941م) ،
بحسب كتابة سريانية كانت على قائمة الباب الجنوبي . أما كنيسة الدير فهي الآن مجموعة أنقاض . وبنى الرهبان سياجا من الحجر حول الدير والكنيسة.
وينتصب أمام تلعدا عمود ضخم طوله 4.50م، قطره أكثر من متر ومن حوله قطع منه مبعثرة، وعلى العمود كتابة يونانية ( أفييروما ) ومعناها وقف أو تقدمة. إنه عمود مار إبراهيم ، عمودي تلعدا وبالقرب منه بئر يحيط به سياج
2 – برج السبع-دير اوسيبونا :
يقع برج السبع في غابة الزيتون شمال قرية تلعادة ويبعد عنها 300م يرقى الى القرن السادس.
وهو الآن مجموعة أخربة، متهدم في معظمه، وبقي منه برج بطابقين ، يذكر أن كلمة ( سبع ) ،
بحسب تشالينكو هي تحريف لاسم أوسابيوس أو أوسيبونا ؟ الذي أسس دير تلعادة وخلفه في الرئاسة
اغريّبا الذي تتلمذ مع يعقوب الرهاوي السرياني يوليانوس سابا. وقد أنشأ اوسابيوس عدة أديرة في المنطقة متعلقة بدير تلعادة منها برج سبع،
وقد كان اوسابيوس –ايسوبونا وحبيب أبييبيون الرئيسين الأولين لهذا الدير.
ويرتأي بعضهم أيضا أن كلمة (سبع) هي تحريف للكلمة السريانية ( سابا ) أي الشيخ
وهو لقب أعطي ليوليانوس سابا الناسك الذي يذكره تيودور يطس في تاريخه.
علما بأن دير برج السبع ودير تلعادة قد تأثرا منذ تأسيسهما بالناسك يوليانوس.
هذا ونجد في الباب الغربي لسور الدير الاسم اليوناني ( يوليانو ) وبقربه صليب، فلعل الكتابة ابتهال إلى القديس يوليانوس سابا.
قصد دير اوسيبونا الشاب الراعي اليافع سمعان الذي أصبح فيما بعد
مار سمعان الكبير العمودي الحلبي في نهاية القرن الرابع وأمضى فيه عشر سنوات، ثم هجره في عام (408م)
وكان يعيش في هذا الدير رهبان في حياة مشتركة ونساك وحبساء شاركوا في القرن السادس
في الحركة المناوئة لمجمع خلقيدونية ، وفي عام (631م) خلف راهب قديم من هذا الدير واسمه يوحنا،
بعد أن أصبح سينكلي (صنقل) للبطريرك أثناسيوس ، فساس بطريركية إنطاكية حتى عام (648م)
وتخرج في هذا الدير راهب آخر باسم يوحنا ، وقد تسقف على كرسي بغداد بوضع يد ديونيسيوس الأول،
وكذلك الراهب اغناطيوس على كرسي قنسرين بوضع يد ديونيسيوس الثاني. هذا وقد استقبل الدير يوحنا يعقوب الرهاوي
ناشداً السلام والطمأنينة فدرّس فيه اللغة اليونانية لمدة 11سنة. ثم غادره لأسباب نجهلها.
وفي مطلع القرن التاسع ، سيّم الراهب ثيوفانس أسقفا ضدّ إرادة بطريركية قرياقوس عام (816م)
وقد أصبح الدير في عهد هذا البطريرك مركزاً بطريركياُ.
وحاول الرهبان الخروج عن طاعة وسلطة البطريرك ديونيسيوس الأول للانضواء تحت سلطة أبرا هام بمعاونة أديرة من القورشيّة،
فالتجأ ديونيسيوس إلى عبد الله حاكم مدينة الرقة الذي أخضعهم لسلطة البطريرك.
ولما كان الدير بحالة يرثى لها في القرن التاسع لأسباب نجهلها، وبحاجة إلى ترميم كبير أولى متى ( أوتيموثاوس ) التلعدي المحتد ،
الدير اهتمامه وقام بأعمال الترميم وزبدت كتابة سريانية مؤرخة عام (858-859م) حيث دعي برج السبع ( دير الروم).
ويتساءل العلامة بونيون حول مصدر هذا الاسم فلعل رهبانا يتكلمون اليونانية قد سكنوه.
ولا يستبعد أن تكون التسمية آتية من تعليم اللغة اليونانية في هذا الدير. ومن الثابت أن الرهبان لم يكونوا يونانيين ولا من الطقس البيزنطي ،
بل يعاقبة، ما خلا فترة وجيزة ، في اضطهاد يوستينوس الأول عام (518- 526م)
ويوستينيانو عام (527-565م ) ونجهل ما آل إليه هذا الدير والحياة الرهبانية فيه ،
بيد أنه من المرجح أن نهايته عاصرت إغلاق الدير الأم في تلعادة في القرن العاشر إبان احتلال نيقفورفوقاس في أواخر القرن العاشر .
يحتوي الدير على عدة غرف هي اليوم خراب . ويقع المصلى (18.60*4.80م) الديري في شمال المجمع الرهباني ،
له حنية (9.20*4.80م) ومدخل واحد في الجنوب من الدير ، وفيه أربعة نواويس كانت تضمن رفاه اوسيبونا وحبيب وهليودور
وأحد خلفائهم الذين اعتبروا قديسين ونالوا تكريم الرهبان والمؤمنين . وللدير سور ومعصرة كبيرة وصهاريج عديدة،
وفندق لاستقبال الزوار والحجاج ، وله مدخلان من الغرب قرب الدير وعلى الساكف كتابة ، وفي الطرف الجنوبي على بعد 60م من البرج .
هذا وقد عمر الدير من جديد عام (572م) . وبقرب الدير بنى الرئيس سمعان عام (572م)
برجا لحبيس (4.50*4.15م) وبارتفاع ( 5.20م) ، مؤلف من طابق أرضي وطابقين آخرين.
في الواجهة الشرقية من البرج حجر كبير ( 1.82*0.87م) عليه كتابة يونانية جاء فيها ما تعريبه
( بني هذا البرج في عهد الحقير سمعان بن باسّوس ، وسيدنا يوستينوس سنة (620لإنطاكية = حزيران 572م ) .
وسمعان هو رئيس الدير ، والملك هو يوستينوس الثاني . وهناك رسم صليب على الباب .
وفي شرقي البرج نجفة باب مرمية على بعد 20م الى الشرق عليها كتابة سريانية جاء فيها ما تعريبه :
( بنى دير للروم هذا متى الخاطئ ، ابن اسحق من تلعادة سنة 1170لإنطاكية = 858-859م.كل من يقرأ هذا فليصل لأجلي).
تاريخها :
قرية بنيت بموقع قرية قديمة دورها مبنية بأحجار الآثار القديمة فيها . وكان فيها كنيسة شبيهة بكنيسة الدانا ، ترقى إلى نهاية القرن الخامس لها باب واحد في واجهتها الغربية، طرفاها الشرقي والغربي محفوظان جيداً ، وهي من قلاع القرون الوسطى لم يبق إلاّ أقسام من السور وباب ضخم كان محاطاً ببرجين متعددي الزوايا. ويوجد فيها قبور إسلامية بشواهد كتاباتها العربية غير منقطة، ترقى إلى فتوح التحرير الإسلامي.
واقعها :
قرية كبيرة تتبع ناحية الدانا منطقة حارم . يبلغ مساحة ربضها (1850) هيكتاراً . وبلغ عدد سكانها نهاية عام 2000 (5721) نسمة . وفيها مسجد، ومدرستان ابتدائيتان عدد تلاميذهما ( 839 ) تلميذاً وتلميذة . ومدرسة إعدادية عدد طلابها ( 71 ) طالبا وطالبة . يعمل أهلها بالزراعة ، وأهم مزروعاتها كروم التين والعنب والزيتون في المناطق الوعرة ، والحبوب في المناطق السهلية . وفيها من المرافق الخدمية الكهرباء والهاتف
الآثار القريبةمنها :
1 – دير أميانوس( أو دير تلعادة – تلعدا الكبير ) :
يقع شمال قريةيقع شمال قرية تلعادة ، ويبعد عنها 1500م ، وبقرب برج السبع ( الدير الصغير ) وعلى شماله على بعد مئات الأمتار،
وفي السفح الجنوبي لجبل الشيخ بركات ويشرف على سهل دانا . إنه من أهم مراكز الحياة التوحّديّة السورية الإنطاكية ،
وكانت تلعدا في العهد البيزنطي مهد الرهبانيات في سورية الشمالية، من بعد دير جنديرس. والراهب أميانوس – أو العمّاوي،
نسبة إلى قرية عِمّا – عِمّ = ( عين ماء ) التي تقع خلف باب الهوى، وتدعى اليوم ( يني شهير أو البركة ) ، وهي قرية كبيرة كثيفة السكان.
أنشئ في أواسط القرن الرابع دير في تلعدا الواقعة إلى جانب سفح رابية عالية من جبل شيخ بركات.
ويعد أميانوس أول راهب عرفه التاريخ من دير هذه القرية . وقد أخذ عن تلاميذ مار أفرام في مدينة الرها – أورفا أساليب الحياة الرهبانية،
أمّ مغاور جبل الشيخ بركات في تلعدا، فقصدته جماهير من الشبان والرجال ليعتنقوا الحياة الرهبانية .
تاريخ الدير :
تشعبت مناسك كثيرة من هذا الدير ، كما يقول ثيودوريطس . وهناك كثيرون تخرجوا على يد أوسابيوس الإلهي ،
فأرسلهم بصفة مدربين إلى مناسك أخرى فملئ هذا الجبل المقدس كلّه بحدائق إلهية عطرة .
وإذا تطلعنا نحو الغرب والجنوب رأينا فروع هذه الفلسفة منثورة كالنجوم حول القمر ، تشيد بتسبيح الخالق، بعضها باليونانية وبعضها الآخر باللغة الدارجة في المنطقة .
كان أوسابيس ابن أخت ماريانوس ناسكاً فلعب دوراً هاماً في التطورات اللاحقة ،
واشتهر كثيراً حوالي عام (360م) فدعاه اميانيوس ليدير جماعته في تلعدا ، وتجاوزت شهرته حدود إنطاكية فجذب النساك من المناطق المجاورة ،
وفضّل يعقوب وأغريبا ، تلميذا يوليا نوس سابا الشهير في الرهاوية ، العيش كراهبين عاديين تحت إدارة أوسابيوس حوالي عام (367م) .
وجاء أيضاً ماروساس رئيس دير نخلة عام (400م) ، ولحق به تلميذه عباس . وأسس أوسابيوس عدة جماعات رهبانية ،
يونانية وسريانية ، على جبل الشيخ بركات وسمعان . وفي الجوار بنى تلميذاه أوسيبونا وأبيبون عام (370م) ديراً لعله دير برج السبع ، بقرب دير تلعدا وغربية .
وإلى هنا جاء من كيليكيا القديس سمعان العمودي عام (402م) ليقضي السنوات العشر الأولى من حياته النسكية . ولمّا مات أوسابيوس عام (406م) خلفه الراهب أغريبا من الرهاوية .
هذا وقد أقام تيودور يطس ، الراهب في دير نيقرتا بقرب أفاميا ، في الديرين . مرة أولى قبل سيامته الأسقفية عام (423م) ، ولاحقاً كأسقف قورش . وفي تلك الأثناء خلف داود أغريبا .
فساس رهبانه وقد بلغ عددهم 150 راهباً . وكان لهم مصلى مشترك يقوم بخدمته كاهن ، مما يعني أنهم كانوا يعيشون نساكاً متوحدين في الضواحي .
وكان لدير تلعدا فروع عديدة قد أنشأها أوسابيس وتلاميذه . وكانت جماعة أوسيبونا وابيبون مؤلفة من 80 راهباً
عندما زارها تيودوريطس في عهد خلفهما هيلودوروس. هذا وقد ازدهرت المنطقة وتثبتت الحياة التوحّديّة .
ولما تناول تنظيم الحياة التوحيدية تجديد بناء كل الأديرة الموجودة ، أنشئت أديرة جديدة في نهاية القرن الخامس وأوائل القرن السادس ، فنالت قسطاً من الازدهار بانتشار المونوفيزية .
انحاز رهبان الدير إلى المونوفيزية ، كمعظم رهبان أديرة المنطقة . وقد ازدهر الدير ازدهاراً عظيماً . وحوالي عام (500م) أرسل فيلوسينوس مطران منبج المونوفيزي إلى رهبان تلعدا رسالة لاهوتية .
وأخذ يحتل مكانة مرموقة ، فكان بين عام ( 567 – 569م ) يذكر ، بعد دير بتابو ، في طليعة الأديرة في المراسلات بين مونوفيزيي القسطنطينية
ومونوفيزيي الشرق حول قضية ( تثليث الآلهة )، ثم في طليعة الأديرة السورية . وبنى سمعان بن باستوس ، رئيس الدير برجاً في برج سبع عام (572م) تحت حكم يوستينوس الثاني .
ثم أضاف إليه الراهب يوحنان عام (601م) مدخلاً مسقوفا لسور تلعدا . وتخرج في دير أوسيبونا البطريرك السرياني المونوفيزي يوحنا الأول عام ( 631 – 648م ) وانتقل مار يعقوب الرهاوي ،
وهو من كبار العلماء السريان ( 633 – 708م ) من دير أوسيبونا ، حيث علم اليونانية مدة 11سنة ، إلى دير تلعدا ومعه 7 تلاميذ له ، فأقام فيه تسع سنوات مكباً على تصحيح ترجمة العهد القديم ،
ولما توفي دفن فيه ، ودرس فيه بنيامين مطران الرها عام ( 843 م) وقيل عام (837م) . وشيّد من جديد متّى بن اسحق ، رئيس الدير عام (858م) دير برج السبع ،
وجدّد باب سور دير تلعدا عام (907م) ، ثم بنى البطريرك يوحنّا الخامس برجاً ثانياً عام (941م) ، وعاش في مار إبراهيم عمودي تلعدا ، في أواسط القرن العاشر ،
وقد عرف هذا الدير بالدير الكبير، لمدة 600سنة . وصار موطناً للعلم وعلا شأنه في العقد الأخير من القرن السابع بفضل مار يعقوب الرهاوي .
وظلّ الدير عامراً آهلاً حتى أواخر القرن العاشر. ولأهمية هذا الدير الكبير سجل لنا التاريخ أسماء أربعة بطاركة سريان أرثوذكس تسلموا فيه عكاز البطريركية خلال القرن العاشر ،
هم : يوحنا الخامس عام ( 936م ) ، يوحنا السادس عام ( 954م ) ، ديونيسيوس الثالث عام(958م)، إبراهيم الأول عام (962م ).
ولعب الدير الدور الأول الذي كان يلعبه دير برصوما بين عام (962-963م). وظل مقراً للبطاركة السريان مدة من الزمن ، مع أنهم كانوا يحملون لقب بطريرك إنطاكية ،
ذلك لأنهم كانوا يبتعدون عن مدينة إنطاكية مؤثرين خلوة الأرياف ومفضلين العيش في القرى بين رعاياهم.
ونشير إلى أن الكتابة السريانية المؤرخة عام ( 941 م) هي الأخيرة المعروفة وشاهد لمبنى كنسي في المنطقة.
كما أن إبراهيم الأول هو آخر بطريرك رُسِّم في دير تلعدا. وقد أمضى الرهبان 300سنة تحت حماية المسلمين.
وعندما عبرت جيوش الروم المنتصرة بقيادة نيقفور فوكاس، سهل دانا في طريقها إلى إنطاكية ، واحتلت سورية الشمالية برمتها عام (968م) ،
وإنطاكية عام (969م) . وبعد المعاهدة مع الدولة الحمدانية عام (970م) دخل قسم من المنطقة في ولاية إنطاكية البيزنطية فأصبح جبل سمعان لمدة 200عام منطقة حدودية ساخنة كثرت فيها القلاع ،
وقد تحول دير تلعدا إلى حصن تنازعته الجيوش البيزنطية فالفرنجة فالعربية الإسلامية.
ومع الزمن وبسبب الأحوال السياسية المتردية وانعدام الأمان لم يعد للجماعة المونوفيزية في الدير أي تأثير ديني . وبعودة الروم البيزنطينيين منتصرين ومحتلين ومحيين الإيمان الأرثوذكسي ، لم يجدوا مبرراً لمراعاة المونوفيزية السورية التي ظلت مناوئة لهم .
وكان لإنشاء دير يوناني محصن في قلعة سمعان ، الواقع على بضع كيلو مترات شمالي تلعدا ، أري على التخوم عينها بين بيزنطة والإسلام ،
أبعاد ذات مدلول عميق من النواحي الدينية والعسكرية للسياسة البيزنطية . هذا وقد اضطر المونوفيزيون السريان تجنباً للاضطهادات والمضايقات ، أن ينقلوا كرسي بطريركيهم عام (1030م)
إلى ديار بكر الواقعة تحت النفوذ الإسلامي ، وخارج الإمبراطورية البيزنطية علماً أن أكثرية السكان الساحقة كانت مسيحية في سهول عفرين والعاصي والعمق ، بينما أصبحت سهول حلب وقنسرين مسلمة .
وباحتلال الصليبيين تلعدا عام ( 1100 – 1104م ) هُجر الدير. تجدر الإشارة إلى أن التقلبات التي حصلت في القرن الثاني عشر والسيادات المتناحرة على سهل دانا ،
حيث أصبح ساحة للمعارك الدامية ومعبراً للجيوش الغازية في عقدة مواصلات للطريقين الرئيسيين : إنطاكية – خلقيس – حلب ) من الغرب إلى الشرق، وأفاميا – قورش من الجنوب إلى الشمال .
فبعد طرد الفرنجة على مراحل ما بين عام (1115-1164م) غدت تلعدا مأهولة إسلامياً .
ودحر إيليغازي أمير حلب جيش الفرنجة فدمره في سهل دانا عام (1119م) ، ولكن أعيد احتلاله من قبل الفرنجة ،
وأبرمت معاهدة في هذا السهل عام (1120م) بين الفرنجة وإيليغازي ، حيث استقر فيه جيش الفرنجة لمراقبة الجيش العربي المسلم. وفي أعقاب خسائر فرنجية متعاقبة في المنطقة
عام (1145-1147 –1149-1164 م) آلت السيادة مجددا في المنطقة الى العرب المسلمين.
هذا وقد سرع احتلال الروم والصليبيين في نهاية المسيحية السورية . وكان دير تلعدا ودير برج السبع المركزين الكبيرين الأخيرين الذين انطفأ سراجهما في المنطقة.
وبعد الاحتلال البيزنطي عام (970م) والصليبي عام (1100م) افتقرت هذه البقعة واندثرت فيها آخر العناصر المسيحية. احتوى الدير قديما على 150 راهبا وخزانة كتب شهيرة
بالإضافة إلى 80 راهبا كانوا يعيشون في دير برج السبع ( دير أوسيبونا ) على بعد 4كم من دير تلعدا بشهادة المؤرخ ابن إنطاكية تيودور يطس اسقف قورش الذي زار الدير عام (425م).
يتألف الدير الكبير من جناحين متوازيين يمتدان باتجاه شمال – جنوب ، تتوسطهما باحة كبيرة ، وفي كل جناح غرفتان واسعتان ، الواحدة فوق الأخرى . وتبلغ أطوال الغرفة (17*9.5م) ويحيط بالجناح رواق مسقوف يلف الدير من كل جوانبه .
أحجار بناء الدير ضخمة . أما الباحة الكبيرة فهي عبارة عن رواق ، بين الجناحين ، مبلط ، ينتهي بمقبرة محفورة في الصخر هي قاعة كبيرة سقفها مؤلف من بلاط الممشى الممتد بين جناحي الدير .
ويحمل البلاط الضخم 3قناطر . وبين القناطر 6أجران محفورة في الجدران. وعليها غطاء حجري ، وهذه الأجران هي قبور الرهبان .
ويشاهد الزائر على جدار الجناح الشرقي صليباً كبيراً نقش على باب الدير الحجري .
وحول الدير 4آبار محفورة في الصخر وخزان للمياه مسقوف . وفي زاوية الجناح الغربي برج عال ( 4.60*3.80م) لسكن النساك شيده البطريرك يوحنا الخامس عام (941م) ،
بحسب كتابة سريانية كانت على قائمة الباب الجنوبي . أما كنيسة الدير فهي الآن مجموعة أنقاض . وبنى الرهبان سياجا من الحجر حول الدير والكنيسة.
وينتصب أمام تلعدا عمود ضخم طوله 4.50م، قطره أكثر من متر ومن حوله قطع منه مبعثرة، وعلى العمود كتابة يونانية ( أفييروما ) ومعناها وقف أو تقدمة. إنه عمود مار إبراهيم ، عمودي تلعدا وبالقرب منه بئر يحيط به سياج
2 – برج السبع-دير اوسيبونا :
يقع برج السبع في غابة الزيتون شمال قرية تلعادة ويبعد عنها 300م يرقى الى القرن السادس.
وهو الآن مجموعة أخربة، متهدم في معظمه، وبقي منه برج بطابقين ، يذكر أن كلمة ( سبع ) ،
بحسب تشالينكو هي تحريف لاسم أوسابيوس أو أوسيبونا ؟ الذي أسس دير تلعادة وخلفه في الرئاسة
اغريّبا الذي تتلمذ مع يعقوب الرهاوي السرياني يوليانوس سابا. وقد أنشأ اوسابيوس عدة أديرة في المنطقة متعلقة بدير تلعادة منها برج سبع،
وقد كان اوسابيوس –ايسوبونا وحبيب أبييبيون الرئيسين الأولين لهذا الدير.
ويرتأي بعضهم أيضا أن كلمة (سبع) هي تحريف للكلمة السريانية ( سابا ) أي الشيخ
وهو لقب أعطي ليوليانوس سابا الناسك الذي يذكره تيودور يطس في تاريخه.
علما بأن دير برج السبع ودير تلعادة قد تأثرا منذ تأسيسهما بالناسك يوليانوس.
هذا ونجد في الباب الغربي لسور الدير الاسم اليوناني ( يوليانو ) وبقربه صليب، فلعل الكتابة ابتهال إلى القديس يوليانوس سابا.
قصد دير اوسيبونا الشاب الراعي اليافع سمعان الذي أصبح فيما بعد
مار سمعان الكبير العمودي الحلبي في نهاية القرن الرابع وأمضى فيه عشر سنوات، ثم هجره في عام (408م)
وكان يعيش في هذا الدير رهبان في حياة مشتركة ونساك وحبساء شاركوا في القرن السادس
في الحركة المناوئة لمجمع خلقيدونية ، وفي عام (631م) خلف راهب قديم من هذا الدير واسمه يوحنا،
بعد أن أصبح سينكلي (صنقل) للبطريرك أثناسيوس ، فساس بطريركية إنطاكية حتى عام (648م)
وتخرج في هذا الدير راهب آخر باسم يوحنا ، وقد تسقف على كرسي بغداد بوضع يد ديونيسيوس الأول،
وكذلك الراهب اغناطيوس على كرسي قنسرين بوضع يد ديونيسيوس الثاني. هذا وقد استقبل الدير يوحنا يعقوب الرهاوي
ناشداً السلام والطمأنينة فدرّس فيه اللغة اليونانية لمدة 11سنة. ثم غادره لأسباب نجهلها.
وفي مطلع القرن التاسع ، سيّم الراهب ثيوفانس أسقفا ضدّ إرادة بطريركية قرياقوس عام (816م)
وقد أصبح الدير في عهد هذا البطريرك مركزاً بطريركياُ.
وحاول الرهبان الخروج عن طاعة وسلطة البطريرك ديونيسيوس الأول للانضواء تحت سلطة أبرا هام بمعاونة أديرة من القورشيّة،
فالتجأ ديونيسيوس إلى عبد الله حاكم مدينة الرقة الذي أخضعهم لسلطة البطريرك.
ولما كان الدير بحالة يرثى لها في القرن التاسع لأسباب نجهلها، وبحاجة إلى ترميم كبير أولى متى ( أوتيموثاوس ) التلعدي المحتد ،
الدير اهتمامه وقام بأعمال الترميم وزبدت كتابة سريانية مؤرخة عام (858-859م) حيث دعي برج السبع ( دير الروم).
ويتساءل العلامة بونيون حول مصدر هذا الاسم فلعل رهبانا يتكلمون اليونانية قد سكنوه.
ولا يستبعد أن تكون التسمية آتية من تعليم اللغة اليونانية في هذا الدير. ومن الثابت أن الرهبان لم يكونوا يونانيين ولا من الطقس البيزنطي ،
بل يعاقبة، ما خلا فترة وجيزة ، في اضطهاد يوستينوس الأول عام (518- 526م)
ويوستينيانو عام (527-565م ) ونجهل ما آل إليه هذا الدير والحياة الرهبانية فيه ،
بيد أنه من المرجح أن نهايته عاصرت إغلاق الدير الأم في تلعادة في القرن العاشر إبان احتلال نيقفورفوقاس في أواخر القرن العاشر .
يحتوي الدير على عدة غرف هي اليوم خراب . ويقع المصلى (18.60*4.80م) الديري في شمال المجمع الرهباني ،
له حنية (9.20*4.80م) ومدخل واحد في الجنوب من الدير ، وفيه أربعة نواويس كانت تضمن رفاه اوسيبونا وحبيب وهليودور
وأحد خلفائهم الذين اعتبروا قديسين ونالوا تكريم الرهبان والمؤمنين . وللدير سور ومعصرة كبيرة وصهاريج عديدة،
وفندق لاستقبال الزوار والحجاج ، وله مدخلان من الغرب قرب الدير وعلى الساكف كتابة ، وفي الطرف الجنوبي على بعد 60م من البرج .
هذا وقد عمر الدير من جديد عام (572م) . وبقرب الدير بنى الرئيس سمعان عام (572م)
برجا لحبيس (4.50*4.15م) وبارتفاع ( 5.20م) ، مؤلف من طابق أرضي وطابقين آخرين.
في الواجهة الشرقية من البرج حجر كبير ( 1.82*0.87م) عليه كتابة يونانية جاء فيها ما تعريبه
( بني هذا البرج في عهد الحقير سمعان بن باسّوس ، وسيدنا يوستينوس سنة (620لإنطاكية = حزيران 572م ) .
وسمعان هو رئيس الدير ، والملك هو يوستينوس الثاني . وهناك رسم صليب على الباب .
وفي شرقي البرج نجفة باب مرمية على بعد 20م الى الشرق عليها كتابة سريانية جاء فيها ما تعريبه :
( بنى دير للروم هذا متى الخاطئ ، ابن اسحق من تلعادة سنة 1170لإنطاكية = 858-859م.كل من يقرأ هذا فليصل لأجلي).
الأحد يونيو 09, 2013 12:48 am من طرف علي صدور
» هرمون الحب" يبعد الخجل
الخميس يناير 10, 2013 3:21 am من طرف د/عبدالله الناصر
» مبروك فتح المنتدى من جديد
الأربعاء يناير 09, 2013 5:22 am من طرف عبدوعمار عربية
» ترحيب بسلسلة ضخمة من الأعضاء الجدد بالإسم.
الخميس ديسمبر 22, 2011 1:34 am من طرف عبدوعمار عربية
» هل تقبلوني
الأربعاء ديسمبر 21, 2011 11:52 pm من طرف عبدوعمار عربية
» [مكتبة] كتب PDF للقراءة والتحميل ( متجدده )
الأربعاء ديسمبر 21, 2011 11:33 pm من طرف عبدوعمار عربية
» نجيل صناعى
الخميس ديسمبر 08, 2011 10:31 pm من طرف floramarket
» كلمات منسيه
الثلاثاء نوفمبر 29, 2011 6:08 pm من طرف الحالم
» الى احمد محمد عربيه
الثلاثاء نوفمبر 29, 2011 5:33 pm من طرف الحالم
» إلى صفحة النسيان
الثلاثاء نوفمبر 29, 2011 4:43 pm من طرف الحالم